Sunday 31 July 2011

سيكولوجية و ثقافة التبرير



          ما أروع أن  تدرك الحقيقة و تسير في حياتك العلمية و العملية  كلها بناء على هذه القناعة  التي يتشارك فيها من تحب.  قد نسمع بالكثير من  القادة على شتى المستويات الفكرية و الأدبية و غيرها ثم ندرك بعد تتبعنا لهذه القامات العملاقة في تأريخنا الإنساني كله فندرك حقيقة عظمة هؤلاء و سر  النجاحات التي يتم تحقيقها على  أيديهم . ثم يقودونا هذا الى انهم وصلوا الى مرحلة التسامي _ مع اعتبار الصفة البشرية _ التي عبرت عنها سلوكياتهم قبل أقوالهم و ربما قد يقول البعض أن ذلك اصطفاء من المولى لبعض القادة  هذا قد يكون صحيحا نسبيا و لكن في تصوري أنهم بذلوا الجهود الفردية التي جعلت منهم كما نراه.

          و بالنظر إلى ثقافة الشعوب العربية  نجد اننا نشعر بنوع من الانهزامية و ثقافة الخوف من الواقع الذي قد يخبرنا أن نقول ما قد يرغب به المجتمع و لا نريده و بالتالي هذا النوع من الثقافة قد يقودونا الى العنوان الى ثقافة التبرير البارزة تماما في سلوكياتنا و أخلاقياتنا و بالتالي السلبيات التي قد لا ندركها لاننا لا ننظر الى بمنظور واحد منظور لا أقول الانا (حب الذات ) فقط و انما من النفسية المثالية التي قد لا تستطيع التعايش مع الأخر و هذه تعرف ب السوبر أنا أي المثالية المطلقة التي عاشها أصحاب أفلاطون .

            الحقيقة اذا عرفنا انها لا تعني القيمة المطلقة و انما تعني الموضوعية و التجرد من الاهواء و بناء على مبدأ النسبية نستطيع أن نفهم الاخر و نتعايش معه وفقا لمشتركاتنا الانسانية على اقل التصورات و الاعتبارات و لا نقصد هنا مطلق النسبية اذ أن هذا المبدأ اصلا قد يبدوا مناقضا لنفسه اذا عرفنا أن الحقيقة نسبية اذا قد يكون هذا المصظلح نسبي ايضا و ايضا قد يناقض هذا المبدأ بعض المعتقدات الدينية التي نؤمن بها .

             اذا الحقيقة هي ما أملك ينقصها ما تملك و لا تكون بالرغبة الذاتية  اذا أن كون الشيء من عدمه ليس الا من الموضوعية التي قد يحملها  و هذا _ في تصوري _ لا يختلف عليه اثنان لانه نابع من المكنون الداخلي العميق و لعل أصدق تعبير عن ذلك التعبير النبوي الشريف : ((البر حسن الخلق, و الاثم ما حاك في صدرك و خشيت أن يطلع عليه الناس ))  و هنا يتبادر الى الذهن السؤال التالي:  الى اي مدى نحن مستعدين الى التحلي بهذه السلوكيات التي تجعل من الانسان شخصا (اريد أن اكون للجميع) و ليس تبعا لما أهوى ؟ خصوصا على الاصعدة و الشخصيات العليا السياسية و الفكرية في الوطن لاننا في نريد أن نكون أولا في وطننا ثم ننطلق بهذه الثقافة الى العالم . ينبغي علينا أن ننظر الى المستقبل و نحن ننتطلع الى حاضرنا و ماضينا معا لا أن نسير الى الامام و نحن ننطر الى الخلف بحجة التأريخ.

          قد نصل في مرحلة من التبرير الى الغاء ثقافة النقد الذاتي وضع التبرير مكانها و بالتالي قد نعيش في تناقضات غير مسوغة نشعر بها من الداخل و لكننا لا نستطيع الافصاح عنا و ذلك لاننا ألغينا جزء مهم من الحياة التي استطاع من خلالها المخلصين بناء الذات و قدموا الكثير للبشرية لانهم بدأوا بنقد الذات على المستوى الفردي ثم المستوى العام و من ثم لم يعايشوا التزييف و التقنيع  كما عبر الشعر عن ذلك بقوله :
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام و ذي الضنى   كيما يصحو به و أنت سقيم
ابدأ بنفسك و انهها عن غيها  فإذا انتهت فأنت عظيم
لا تنه عن خلق و تأتي مثله  عار عليك إذا فعلت عظيم

       و لعلنا نجد دروس القرءان الكريم تدلنا على الاستخدام المغلوط لهذه الثقافة بما يخدم الأهواء و الرغبات التي نحملها وقد لا يخلوا الكثير من هذه السلبية (( و منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني ألا في الفتنة سقطوا)) يخبرنا الله سبحانه عن أوليك الذين سقطوا في مرض النفاق و جلب الأعذار بحجة عدم الصبر عند رؤية النساء و الخوف من الفتنة من منظورهم الخاص  لذلك يقول علماء النفس عن هذه الثقافة بانها نوع من الكذب اللاوعي اي ما يسمى كذب الباطن و هذا من أخطر أنواع الكذب لانه يسلب صاحبه الحقيقة قبل الآخرين و يجعله يعيش في وهم طويل قد يدرك حقيقتها في اليوم الاخر  :  (( قال ربي لما حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى. ))  .

 في الختام لقد سادت هذه الثقافة في تأريخنا و ربما كانت هي وراء الاختلافات و الفرق التي نشأت في التأريخ الاسلامي من الجبرية الى فتنة خلق القرءان  الى غيرها من الاحداث و وراءها هي النفس المبررة المحبه لما تحمله و تعنقده الحق المطلق و كان ضررها شاملا الجميع .




Tuesday 12 July 2011

الفرح البعيد


سكون الليل 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وحدي أنا 
أسرجت في ظلم الليالي 
و حيدا أناجي القمر
أبحث عن حورية
أرفع كفي متضرعا
 كي ألقى  ال صبرية

هدوء الليل يقتلني
 اتذكر الايناس
و الفرح البعيد
  في افق السماء
يلوح لي
تتباعد المجرات 
تجري بنا الاعمار في فلك بلا حسبان

استرجع لحظات قمرية
يقول لي القلب الكسير
لقد صادرت مقدرتي على التفكير
أقلقتني أنسيتني ذاتي 

و ركضت بعيدا نحو المجهول 
فقال لي : عُد إليً يا أنا
 لقدأفقدتني الحنان
و سلبت مشاعري 
صرت مثل اللاشيء في ذاكرة الزمان

ازداد سكون الليل 
و ارتفعت ضربات القلب المرهف
خوفا من الصباح
من استرجاع ذاكرتي
فرجوته : بالله عليك يا ليل
من لي إذا اقبل الصبح اللئيم؟


:عاتبت نفسي قائلا
ماذا تريد منهما؟
فلترحلوا عني كليكما
ليل ثقيل خانني
بصبح 
كئيب مثله

عادت الي ذاكرتي 
لتخبرني أني أنا وحدي
يا ربيع العمر يا حبل الوريد يا أنا

(^_^)توقيع الحاج صابر (^_^)